منتدي شمس الوحدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


sun101.yoo7.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو صلاح سرايا
عضو شمسي جديد
عضو شمسي جديد
ابو صلاح سرايا


عدد الرسائل : 53
العمر : 36
البلد : فلسطين_غزه_جباليا
العمل/الترفيه : طالب_محل جوالات
المزاج : رايق وبحب الريقيا
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)   الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 4:05 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


[size=12]
الكاتب: عبد العزيز المقرن]الحمد لله ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد...

يقول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.

إلى كل من سبقت له في الجهاد سابقة، وتغبرت أقدامه في سبيل الله يوماً من الأيام...

إليكم يا من خضتم المعارك، ودفنتم الشهداء، ورويتم بجراحكم ودمائكم أرض العزة والإباء، إليكم يا من أخفتم أعداء الله، وأُخِفتم في ذات الله...

إليكم يا من عرفتم معنى العزة في حمل السلاح والإعداد، واستنشقتم عبير الجنة في أرض الجهاد...

إليكم يا من أدركتم كيف أن الدنيا حلوة خضرة، ولكنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وما عند الله خير للأبرار...

أخصكم بحديثي هذا، وفاء بحق الأخوة التي جمعتنا على طريق العزة والمجد، وقياماً بالنصيحة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

حيث قال: (الدين النصيحة)، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

أيها المجاهد...

تذكر يوم أن طرت بقلبك قبل بدنك إلى أرض الجهاد، ما الذي كان يحركك؟ وأي شيء حينها كان يدفعك إلى فراق الأهل والأحباب؟ والبعد عن الدار والأصحاب؟ أي شيء حملك على أن تترك أرض الثراء والترف والعيش الرغيد، لتستقر بأرض غريبة، قد تتابعت عليها سني الخوف والجوع، ونقص الأموال والأنفس والثمرات، ماذا كنت ترجو وأنت تقدم على الموت، نعم، على الموت الذي يفر منه أكثر الناس.

أحسبك ستقول: أنه الشوق إلى الله، وطلب الجنات.

أحسبك ستقول: تحملت الأذى في سبيل الله، لأنعم في الآخرة بالعيش الرغيد، والأمان الحقيقي، خرجت أبتغي القتل مظانة، طمعاً في ثواب الله وابتغاء مرضاته، خرجت إلى الجهاد لرفع راية الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين، بعد أن حكم فينا الطاغوت وتسلق على رقابنا بالقهر والإذلال والتبعية للكافرين، خرجت إلى الجهاد نصرة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، خرجت إلى أرض الجهاد لأمسح دموع اليتامى، وأخفف مصاب الثكالى، ولأشارك المسلمين همومهم وأحزانهم، لم يهنأ لي عيش وأنا أرى الكفار بجبروتهم وكبريائهم يذلون المسلمين، ويتحكمون فيهم، ويلزمونهم الذلة والصغار، بعد أن كتب الله لهم العزة.

أحسبك ستقول: قرأت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجدت فيهما ذكر العزة والمجد والتمكين على أنها هي صفات المؤمنين، وهي لهم وهم أهلها؛ {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.

وجدت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن المسلمين متى ما تولوا عن شرع الله والجهاد فإن الله يلبسهم من الذلة والمهانة والبؤس والشقاء، بقدر ما تركوا من شرعه؛ (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

وأنهم متى ما ركنوا إلى الدنيا، وكرهوا القتال، فإنهم هم غثاء؛ (بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن)، قالوا: وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت).

ووجدت في الكتاب والسنة، أنه متى كانت القوة والغلبة للكفار، فإنهم لا يتركون المؤمنين ودينهم، بل هم كما قال الله سبحانه: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا}، وأن الحل حينئذٍ هو القتال في سبيل الله؛ {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}.

أحسبك ستقول: نفرت يوم أن سمعت أمر الله سبحانه: {انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ويوم أن عرفت ما أعده الله للمجاهدين في سبيله من الفضل والأجر الجزيل؛ (لغدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها)، وأما فضل الشهادة فهو الذي أطار النوم من عيني، شوقاً وتطلعاً إلى هذه المنزلة العظيمة، {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.

فيا أيها المجاهد...

إني أعظك موعظة المشفق، وأذكرك تذكير المحب؛ عد أيها الأسد إلى عرينك، واشمخ برأسك، واسلك طريق العز الذي منحك الله إياه، واحمل سلاحك قبل أن تسلب هذه النعمة.

واعلم أخي؛ أن الله الذي امتن عليك من بين العالمين واختارك للجهاد، قادر على أن يخذلك؛ {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ}، فاعلم أنك لم تكن مجاهداً إلا بتوفيق الله وتيسيره، فاشكر نعمته ليزيدك من فضله؛ {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

واحذر أن يراك الله مع القاعدين، بعد أن كنت من جنده المجاهدين، وحزبه المخلصين.

أفلا تذكر أيام القتال الشديدة التي كانت تمر عليك بأنس وطمأنينة وسكينة من عند الله، {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

أفلا تذكر أيام الجهاد وما كنت تحمله يومها من هم الإسلام، وتحرير البلاد الإسلامية من التبعية والذلة للأعداء.

أفلا تذكر أيام الرباط في الخنادق، وما كانت عليه نفسك من ثقة بموعود الله، وإعراض عن المثبطين، والساعين بكل ما أوتوا من قوة لكي يصدوك عن الجهاد.

أفلا تذكر وقت الشدائد والبلاء، الذي رأيت فيه عياناً أن الله وحده هو المتصرف في الكون لا ولا أحد سواه، وأن البشر مهما أوتوا من قوة وشدة، لا يساوون عند قوة الله شيئاً.

أفلا تذكر يوم كنت تتمنى أن تظفر برؤوس الكفرة لقتلهم وإبادتهم، لا تخاف في الله لومة لائم.

إني لأتساءل؛ أين غيرتك اليوم على الدين والإسلام؟! وهل اقتصرت على الادعاء والكلام؟! أين حميتك على أخواتك المسلمات اللاتي يُغتصبن من قبل جنود الصليب؟! الذين لم يأتوا لأرض العراق وأفغانستان من بلادهم، لا، بل أتوا إليها من ديارنا - من جزيرة العرب وأرض محمد صلى الله عليه وسلم -

أين نخوتك التي عرفناها أيام عدوان السوفيت والصرب، أغاب عنا ما يفعله الروم من الأمريكان والبريطانيين في أراضي المسلمين التي يحتلونها من عندنا؟! أين عزتك وإباؤك وأنت ترى الصليبيين يعيشون في جزيرة العرب معززين مكرمين، وإخوانك المجاهدون إما قابع في السجن أو مطارد أو شهيد على أيدي هؤلاء الظلمة خدمة الصليب؟!

أين أنت عنهم وقد استحوذوا على منابع النفط في جزيرة العرب - بلادي وبلادك -؟! وقووا بها اقتصادهم، ودعموا جيوشهم الجاثمة على كثير من ديار المسلمين.

أين أنت عن إخوان لك مجاهدين، طال عليهم الزمان وهم في سجون الطواغيت أو الصليبيين، قد أثقلتهم القيود، وطال عليهم القعود؟! انتظروها غضبة مُضرية من أسود الله، تفك العاني وتنقذ الأسير.

أنسيت أن الجهاد فرض عين عليك حتى تسترد الديار المحتلة؟! أنسيت أنه لا واجب أوجب بعد الإيمان بالله تعالى من دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا؟! وعلى رأسهم جيش الصليب، الذي يجثم اليوم على أرض الجزيرة العربية، أنسيت أن فكاك العاني من المسلمين واجب وأمانة في أعناقنا، ونأثم لعدم ثأرنا لهم وقيامنا بالواجب تجاههم؟!

أنسيت وصية إمام المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم قبل موته حين قال: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)؟!

يا أيها المجاهد...

إن كان الذي أقعدك عن الجهاد اليوم، استبطاء النصر، وطول الطريق ووحشته، وقلة السالكين، فتذكر أن هذه سنة الله في كونه، إذ لا يهب النصر سبحانه للمتعجلين، بل يبتلي الناس بمثل هذه المعوقات ليظهر حزبه من حربه، وليُمحص المؤمنين من المنافقين، وليميز الخبيث من الطيب، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.

واعلم أن الدنيا طبعت على الأكدار والمنغصات، فهب أنك ركنت إلى الدنيا، فهل ستحس بالراحة؟ وهل ستطيب لك الحياة؟ من يفضل الدنيا على الآخرة، هل كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

وإن كان الذي بك أخي المجاهد هو شدة البلاء، والتعب والعناء، وتكالب الأمم علينا، فتسلى عنه بذكر أهوال يوم القيامة، وحر النار، وكربات الموقف والصراط، والقبر وفتنته وعذابه، هل بك على احتمال عذاب الله من طاقة؟ {وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}.

أي حياة يعيشها ذلك القاعد، ليت شعري كيف صلاته وصيامه وحجه وجميع عباداته، أمَا والله لو كان في قلبه بقية حياة لما ذاق لها خشوعاً ولا طعماً، ولأدرك أنها ضعيفة الأثر، وغاية ما فيها ظاهر الصور، إذ لم تنهه عبادته عن الفحشاء والمنكر، وأي منكر أعظم من قعود مجاهد عن الجهاد الواجب، ثم العيش في دنيا يُستعلن فيها الكفر والفسوق والعصيان.

قال ابن القيم رحمه الله: (وأي دين وأي خير في من يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تُضاع، ودينه يُترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُرغّب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم، فلا مبالاة لما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله، بذل وتبذل، وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاث، بحسب وسعه، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم، قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كل ما كانت حياته أتم، كان غضبه لله ولرسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل.

وقد ذكر الإمام أحمد وغيره أثراً؛ أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال يا رب: كيف وفيهم فلان العابد؟! قال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه فيّ يوماً قط.

وذكر أبو عمر؛ أن الله سبحانه أوحى إلى نبي من أنبياءه، قل لفلان الزاهد؛ أمّا زهدك في الدنيا فقد تعجلت به الراحة، وأمّا انقطاعك إليّ فقد اكتسبت به العز، ولكن ماذا عملت في ما لي عليك؟ فقال يا رب: وأي شيء لك علي؟ قال: هل واليت فيّ ولياً أو عاديت فيّ عدواً)، انتهى من كلام ابن القيم رحمه الله.

وإن سولت لك نفسك أخي المجاهد، فظننت أن سابقتك في الجهاد تغني عنك، وتبرئ ذمتك، فهذه التي نعيذك بالله منها، وهي أن تكون ممتن بجهادك على ربك، وهو الذي لولاه ما اهتديت، ولا تصدقت ولا صليت، {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

لقد كان كعب بن مالك رضي الله عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد معه المعارك، ولما ضعفت نفسه يوم العسرة وقعد عن الجهاد، حصل ما حصل مما لا يخفاك، حيث هجره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون، ولم يعذروه، واتهمه بعضهم بالنفاق، ولولا رحمة الله به لكان من الخاسرين، وأنزل الله به وبصاحبيه آيات عظيمة، لتكون درساً لكل صادق من المجاهدين، اجتمع عليه أعداءه من شياطين الإنس والجن ونفسه الضعيفة، فزلت به القدم، وتكاسل عن الجهاد، {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

نعم، كونوا مع الصادقين المجاهدين، ولا تكونوا مع الكاذبين المنافقين، {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

ثم اعلم أخي، أنك أنت المحتاج إلى الجهاد لنفع نفسك، وتخليص رقبتك من النار، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}، ولن تنفعك سابقتك إن تخليت عن الجهاد، وسيورث الله مجد الجهاد وعزه لقوم آخرين يحبهم ويحبونه، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ولن يتوقف نصر الدين على جهادك، فأمر الله ماضٍ لا راد له، وحزبه هم المنصورون، وجنده هم الغالبون، ودينه هو الظاهر ولو كره المشركون، ومع ذلك فأنت مطالب بحق الله الذي أوجبه عليك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريحانة الأقصى
عضو شمسي فعال جدا
عضو شمسي فعال جدا
ريحانة الأقصى


عدد الرسائل : 210
العمر : 34
البلد : من قلب صقر العروبة إلى فارس الحجر الأشم
العمل/الترفيه : القراءة وكتابة الخواطر
المزاج : رااااااااايق وبحب فلسطين
تاريخ التسجيل : 14/02/2008

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)   الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 6:31 pm

كلمات نبعت بالبطولة والشهامة ...يافارس الحجر الاشم يامن وهبت روحك للجهاد..سر بعزم الاسود ولاتقف امام الصعاب وتياس بل واجها كجبل شامخ في وجه الريح العاتية ....الله يجزاك الجنة موضوع رائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sun101.yhoo7.com  
ابو علي
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 218
تاريخ التسجيل : 08/02/2008

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)   الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 9:08 pm

بارك الله فيك اخي ابو صلاح والله انها كلمات معبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ســــاحــــرالـــغــــرام
مشرف
مشرف
ســــاحــــرالـــغــــرام


عدد الرسائل : 661
العمر : 32
البلد : غزة المنكوبة
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : حب ورومانسي
تاريخ التسجيل : 18/02/2008

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)   الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Emptyالجمعة فبراير 29, 2008 4:40 pm

بارك الله فيك اخي ابو صلاح والله انها كلمات معبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sun101.yoo7.com
نجم المقاومة
المدير العام
ومشرف الأقسام الفنية
ابو إسلام
المدير العام  ومشرف الأقسام الفنية  ابو إسلام
نجم المقاومة


عدد الرسائل : 776
العمر : 36
البلد : https://sun101.yoo7.com
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مستقل
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)   الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) Emptyالخميس مارس 06, 2008 12:05 am

الىمن ترك السلاح (الجزء الاول) 34
بارك الله فيك اخي ابو صلاح وجزاك الله الف الف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sun101.yoo7.com
 
الىمن ترك السلاح (الجزء الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي شمس الوحدة :: الأقسام الأدبية :: المنتدي العام-
انتقل الى: